الخوف لدى الأطفال: أنواعه – أسبابه – علاجه
الخوف لدى الأطفال شيء مشاهد، بل إنه مر بنا كآباء عندما كنا صغارا، ولكنا عندما كبرنا تغيرت مخاوفنا، التي تظل منتظرة لأطفالنا.
يبحث الآباء عن طرق علاج الخوف لدى الأطفال، كيف يمكن مساعدتهم للتغلب على مخاوفهم، وهذا يدعونا في البداية لنعرف نوعية الخوف الذي يبدو على أطفالنا، وما أهي الأسباب المحتملة للخوف؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا الموضوع..
قد يهمك:
تأديب طفلك الحساس بأفضل الطرق .. تعرف عليها
أنواع الخوف لدى الأطفال
- الخوف لدى الأطفال عادة يكون طبيعيًا ومقبولاً ما دام وهو في الحدود الطبيعية التي تؤثر على تطورهم ونموهم النفسي والجسدي، كالخوف من الظلام والحيوانات والأماكن الجديدة والألعاب الصاخبة، فهذا مما هو من معتاد وطبيعي لدى الصغار.
- لكن كيف يمكن التمييز بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي لدى الطفل؟
١- الخوف الطبيعي
- الخوف الطبيعي لدى الطفل: هو مشاعر طبيعية وضرورية تقي الأطفال من الاندفاع وإيذاء أنفسهم، ويختبر الأطفال مشاعر الخوف الطبيعي منذ ولادتهم وتتغير معهم كلما تقدموا في السن.
- الخوف الطبيعي هو شعور بالحذر في العادة، ناتج عن خبرات سابقة أو فطرة الطفل، يصاحبه بكاء الطفل أو صراخه أو غضبه، كالخوف من الحيوانات، أو الظلام، أو الأماكن الغريبة، أو زيارة الطبيب أو الخوف من وحوش أسطورية شاهدها طفلك في الكارتون، والخوف من الحشرات اللادغة أو حتى من الذهاب للمدرسة أو الحضانة لأول مرة.
- ويفترض بهذ المشاعر أن تكون عائقاً أمام الطفل عن ممارسة حياته الطبيعية، إذ مع مرور الوقت يتأقلم معها ويتعلم كيف يواجهها ويتخلص منها بشكل تدريجي.
اقرأ أيضاً: 7 علامات تكشف تعرض طفلك للتنمر.. تعرف عليها
٢- (الخوف المرضي) الفوبيا أو الرهاب
- الخوف المرضي أو الفوبيا أو الرهاب الشديد: هو مشاعر خوف مضطربة للغاية، تصاحبها أعراض كالتعرق الشديد والرعشة وبرودة الأطراف وتسارع دقات القلب، وربما الشعور بالغثيان والقيء، وتكون تجاه شيء محدد وواضح وله وجود مادي ملموس، مثل الأماكن المرتفعة أو بعض أنواع الحشرات أو المصاعد أو مياه البحر وما إلى ذلك.
- ويمكنك معرفة الخوف المرضية لدى طفلك، عندما يركز على موضوع خوفه أو التفكير أو الحديث عنه كثيرًا، أو حتى عندما لايكون المحفز غير موجود ولكن تباغته نوبة هلع.
- تحد هذه المخاوف من قدرة طفلك على الاستمتاع بحياته أو المشاركة في الأنشطة، على سبيل المثال، رفض الذهاب في رحلة صيفية إلى المتنزه لأنه قد يكون هناك كلاب أو مرتفعات.
- ومن علامات القلق الشديد نوبات الهلع أو السلوك القهري أو التخريبي، أو الانسحاب من الأنشطة أو المدرسة أو الأسرة، وهنا يجب تهدئة الطفل واحتوائه من قبل الأسرة، بل زيارة الطبيب النفسي أو المعالج السلوكي لاتخاذ اللازم في علاج طفلك.
أسباب الخوف لدى الأطفال
إن التعرف على سبب الخوف لدى الأطفال أول الخطوات لعلاجه، ويمكن تقسيم الخوف لدى الأطفال بحسب المراحل العمرية:
1. قلق الانفصال
- ما بين 10 أشهر وسنتين، يخاف الكثير من الأطفال الصغار من الانفصال عن والديهم، فهم لا يريدون أن يتركهم أحد الوالدين في الحضانة أو في وقت النوم، وقد يبكون ويتشبثون ويحاولون البقاء بالقرب من والديهم لأطول فترة ممكنة.
2. الخوف الخيالي
- ما بين 4 و6 سنوات، يبدأ العديد من الأطفال بالتخيل والتظاهر، ففي الغالب لا يقدرون على معرفة ما هو حقيقي وما هو غير ذلك..
- فالوحوش المخيفة التي يتخيلونها تبدو لهم حقيقية، فهم يخشون ما قد يكون تحت سريرهم أو في الخزانة، يخاف الكثيرون من الظلام وفي وقت النوم، والأخر يخاف من الأحلام المخيفة.
3. الخوف الاجتماعي
- من عمر 7 سنوات فأكثر، يستطيع الأطفال معرفة ما هو حقيقي من غيره، خلافا لما كانوا عليه في المرحلة السابقة، فالوحوش الموجودة تحت السرير في مخيلتهم لم تعد تخوفهم كثيرًا، لانهم يعرفون أنها ليست حقيقية.
- في هذا العمر يبدأ بعض الأطفال في الخوف من الأشياء التي يمكن أن تحدث في الحياة الواقعية، كالخوف من وجود شخص سيئ في المنزل فعلاً، أو الشعور بالخوف من الكوارث الطبيعية التي يسمعون عنها، أو خشيتهم من تعرضهم للأذى أو موت أحد أفراد العائلة، كما يشعر أطفال المدارس أيضًا بالقلق حيال الواجب المدرسي أو الدرجات أو التوافق مع الأصدقاء.
علاج الخوف لدى الأطفال
إن معالجة الخوف لدى الأطفال من البداية، يعمل على تعزيز ثقة الاطفال بأنفسهم طوال حياتهم، ويمنحهم درعاً في مواجهة مخاوفهم في جميع مراحل عمرهم، وليس في طفولتهم فقط، وإليك علاج الخوف لدى طفلك:
- إعطاء كافة أنواع الأمان لطفلك، يجب أن يشعر الطفل بذلك، وأن تحميه من مخاوفه، وذلك بالعناق والكلمات الهادئة التي تحسسه بالأمان، أخبريه أنكِ مررت بنفس هذه المشاعر من قبل وتجاوزتيها وأنها مشاعر طبيعية وعادية.
- التحدث والإنصات لطفلك عن مخاوفه، يجب أن تكوني هادئة وصبورة، ساعديه على تحويل مشاعره إلى كلمات.
- عدم السخرية من مخاوف طفلك والاعتراف بها، لا تقللي أو تسخري أو تنكري على طفلك مشاعره بالخوف من أي شيء مهما بدا بسيطًا وساذجًا من وجهة نظرك، فقط ضعي نفسك مكانه واجعليه يشعر بالثقة في نفسه ليتحدث عن سبب خوفه بسلاسة.
- عند خشية طفلك الصغير انفصالك عنه، يجب أن تدعيه يبتعد عنك لفترات قصيرة في البداية، عندما تحتاجين إلى الانفصال عن طفلك، أخبريه أنك ستعودين في توقيت محدد، وكوني صادقة معه.
- تجاوز مخاوف الظلام لدى طفلك الصغير، اتبعي روتين نوم مهدئ، اقرئي أو غنّي لطفلك، أنيري إضاءة خافتة بالغرفة حتى يعتاد على النوم في سكون.
- مساعدة طفلك على مواجهة المخاوف ببطء، على سبيل المثال تأكدا معًا من وجود وحوش تحت السرير قبل النوم، دعي طفلك يرى بنفسه عدم وجود ما يخشاه، ساعديه على الشعور بشجاعته، فتعريض طفلك لمواجهة مخاوفه بجرعات صغيرة تدريجية يجعله يألفها وينساها بسهولة لاحقًا.
- التقليل من الصور المخيفة أو الأفلام أو العروض التي يراها الأطفال ويمكن أن تسبب مخاوف، مثل أفلام وبرامج الكارتون أو الألعاب الإلكترونية.
- مساعدة طفلك في سن المدرسة والمراهقة على تعلم الاستعداد للتحديات، مثل الاختبارات أو تقارير الفصل من خلال تعلم مهارات تنظيم الوقت والتحصيل، والأهم أنكِ تؤمنين بهم مهما كانت درجاتهم العلمية.
مهم جدا مساعدة الأطفال على تعلم كيفية التغلب على المخاوف التي يواجهونها، وهي المخاوف التي تحدث أثرا نفسيا أو صحيا على طفلك، وليست المخاوف الطبيعية، وحين تزداد آثار الخوف على طفلك ولم تستطيعي معالجتها، يلزمك طلب المساعدة من المتخصصين.