أعلنت اليأس.. هكذا رثي المقالح نفسه قبل رحيله

قصيدة أعلنت اليأس، والتي مطلعها أنا هالك حتماً فما الداعي إلى تأجيل موتي، قالها الشاعر اليمني الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح، قبل وفاته، ولم يبقى بعدها سوى عام حتى توفاه الله في 28 نوفمبر 2022م.

قد يهمك:

أعلنت اليأس للشاعر عبدالعزيز المقالح

  • يعلن المقالح في هذه القصيدة هلاك نفسه وهلاك وطنه، إذ لم يعد بإمكانه الصبر وتحمل سكرات الموت كل لحظة وساعة، فهو يموت بموت شعبه ويهلك بهلاكه المتواصل منذ سنين.
  • لا يتحدث المقالح عن الموت الطبيعي والحتمي، و إنما يتحدث عن الهلاك الذي هو غير الموت في التصوير الشعري، لأن الهلاك نتيجة فعل بشري، ولذا يقول: (فما الداعي إلى تأجيل موتي). أي إنه يتعرض للتعذيب والهلاك، وأن موته أصبح رحمة له من العذاب اليومي، والهلاك الذي يحصد كل شيء في هذا الوطن..
  • يضيف المقالح بأنه فقد كل شيء في الحياة، حتى الصوت واللغة والأسئلة والوقت، فلا فرق بينه وبين الموتى في المقابر، (أنا سائرٌ وسط القبورِ/ أفرُّ من صمتي لصمتي).

قصيدة أعلنت اليأس المقالح

أنا هالكٌ حتماً
فما الداعى إلى تأجيل
موتى
جسدى يشيخُ
ومثله لغتى وصوتى
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتى
ووقتى
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتى
لصمتى.

****

أبكى
فتضحكُ من بكائى
دورُ العبادةِ والملاهى
وأمّدُ كفى للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهى
الخلقُ – كل الخلق –
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –
من آهٍ.. لآه

****

حاولتُ ألا أرتدى
يأسى
وأبدو مطمئناً
بين أعدائى وصحبى
لكننى لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلى
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ.
أعلنتُ يأسى للجميع
وقلتُ إنى لن أخبـى.

****

هذا زمان للتعاسة ِ
والكآبةْ.
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابةْ.
أيامهُ مغبّرةُ
وسماؤُه مغبرةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤوس العاليات
وتزدرى التاريخ
تهزأ بالكتابهْ.

****

أنا ليس لى وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطنْ.
وطنى هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن.

****

صنعاء…
يا بيتاً قديماً
ساكناً فى الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم فى وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارهْ.

فيديو قصيدة أعلنتُ اليأس للشاعر المقالح